يبدو أن القرن السابع عشر يعيد التموضع في الشرق الأوسط ، كما لو أن التاريخ يكركر ، متعاليا علينا جميعا .
أما أنا كعرافة - يطيب لها الايمان بأن هناك طريق يمكن رؤيته وسط الضباب ، أو حتى جسه ، أو شمه ، أو على أقل القليل محاصرته كفكرة ان لم يكن كوجود .
فأني أتلذذ بفكرة محاولة اكتشاف هذا الغموض ، وأفكر أن كم سيكون فعلا مثيرا للبهجة العودة هنا ، متسللة كبحار دس ورقة في زجاجة ثم لم يرم بها الى البحر بل خبأها وسط الأشجار ، ثم عاد اليها ولو بعد زمن غير قصير ، ليعيد النظر ، عاد لا ليثبت لنفسه أنه قد حاصر الزمن ، بل ليثبت لنفسه بأنه قد استطاع خلق " حالة " تمكن فيها من محاصرة الزمن ولو لثانية.
ربما غدا سأكركر أنا بدوري قليلا ، وربما أعود لأتعالى على نفسي ، في مرح لا يناكف مرح الزمن المستدير أبدا.....
لكني سأحاول الآن في لحظة وجودي هذه ، أن أستجيب لغريزة حمقاء هي : معرفة المستقبل .
ولعلي سأقول كما يقول عازف عود لنفسه لحظة حبور أو شجن : وما الضرر ! كل شئ لا يساوي شيئا ، واللاشئ يساوي كل شئ ، وأنا فقط موجود كما أعلم.
حسنا ...لن أقول لعل ...ربما ..قد يحدث...من الممكن.
بل سأكون جازمة تامة مطلقة ، هه ، سأحاول أن لا أبتسم ها هنا - عبثي أو غير عبثي - تبا سأفعله......ان لم يكن منطقيا أن أفعله ، فلا منطق كذلك في عدم فعله ، ابتعدوا عني وحسب ريثما أمارس هرطقاتي ، تنبؤاتي ، والشئ الكثير من التفلت من القانون ، دام أني ألتزم بكل قوانين المدنية ، فان من حقي مناكفة قوانين الأفكار.
حسنا :
ها أنا أرمي بنرد دلفي ، لعلها كانت لا تستخدم نردا اذا ، لربما هي تستخدم البخور وشئ من المخاتلة ، لعلها مثلي تبتسم وهي تعرف أنها بعد قليل ستمر بحالة " كشف " ههههههه.....نعم ...ربما....هو الكشف اذا .....
المهم .
سأرمي بالنرد ..أو أشعل البخور ، أو سأفعل شيئا ييدو منطقيا في استدراج حالة من الخدر نحو نبش الغياب المستقبلي ، حالة من سيدخل رأسه في كوة الزمن ، أو حالة من يمسك بلحظة ما ، يقتنصها كما يقتنص صقر طائرا ما ، يباغته في لحظة غير مستوعبة .
حسنا حسنا ...لنبدأ :
عمان والامارات كيانان ناجيان - فهناك قيادة - تظهر مستنيرة وعارفة - و الأمر أنهما مختلفتان جوهرا - متطابقتان حد التلامس..هما متلامستان فعليا جغرافيا في الحقيقة.
عمان والامارات هما الحداثة في شكلها المتناقض ، هما الهوية في تجردها العجيب المتكامل ، في قدم تثب في أحدهما نحو مطلقها ، وفي قدم تمسك بالهوية في أحدهما نحو ثباتها ،
وأحبهما معا...
هما الرأس حين يدير الجسد بمهارة واحتراف ، هما التمكن ، هما تجسد الوجود الانساني في سيادة عقله ...وهما ليسا كمصر : روح حرة أبدا ، الا أنهما لا بد أجمل ما يمكن للصقل أن يكون عليه ، هما التحقق الذي يتمظهر في لاكماله الجميل المخاتل...
وأحبهما معا...
أمممم
الكويت : ناجية هي الأخرى...ولا أعرف لماذا حقا..هناك كثير من الحرية وشئ من الابداع ومن الجنون...وحدهم الأحرار المبدعون المجانين ناجون لا بد.
مصر : لا تكتبها قياداتها هذه المرة ، بل هي تكتب نفسها ، حاضرة بارادتها الخاصة ،
أواااه يا مصر ، وفي أي زمن حقا نامت ارادتك ، كم أحب هذا البعث ، رؤيتك تبعثين هي انعتاق روحي نحو لا حدودها ، مصر خالقة في روحي عرسا خالدا ، أحب رؤية حريتك الخالدة.
أواااااااه يا مصر...أيتها العظيمة.
لا ليس الأهرام هو خلودك ، لا وجه أبو الهول واقفا متحديا الزمن والتاريخ ، بل أنت ، أنت الحرة أبدا ، المبعوثة أبدا حرية في روح كل من يحياك.
ارقصي حرة أبدا ، معك نرفع اليد والعلم ، أنت الروح ونحن الرافعون رأسا نحوك : لست الا خلود ، ولسنا الا متطلعين فرحين.
ونحن لا نملك روحك ولا عظمة وجودك ، الا أننا في ظل عظمة روحك نسير ، بالصقل نحن نسير ، لا نلامسك ولا نستطيع ، من يملك أن يلامس وجه أبو الهول في وقفته ، نملك فقط أن نستمد من روحك قوة بعثك الدائمة...وبك نبقى نحلم نحلم باللامستحيل ، معك نبقى نعيش نعيش أملا يدفع بنا الى صقل أفضل ...أنت النور ونحن المستنيرون.
تونس : تحارب من أجل التكيف ، بخطى ممكنة ...ستنجو .
لعلها هي الأخرى تتعلم رويدا أن تسير بخط ليس أعرج ، لعل في حرياتها المتطرفة في كل اتجاه ، لعل كون متمايز آخر...يتخلق.
سوريا - البحرين - العراق - السعودية - قطر - ليبيا
أي شيطان يستطيع حقا أن يعرف مستقبل هذه الكيانات ، لا بد اله هو من يعرف.. فوحدها ارادة الهية تعرف هذا ....
أوه...هنا تنتهي حفلات دلفي....فهناك أكبر من محاولتي لاقتناص الزمن، هناك الصمت أمام البشرية وهي تتوجع.
بالله سأبعثر يدي ، هذا ما لا أستطيع مطلقا المرح معه ، فهناك كثير من الحزن والوجع يتكاثر هناك ، وهناك ما لا طاقة لي بملامسته أو حتى المرور عليه بعبث ، الى هنا ويقف حد المرح مع الزمن...وحده الصمت يفرض نفسه علي أمام آلامهم جميعا.
فقط سأقول : ليكن هناك سلام يملئ أرواح الجميع هناك...فكم يبدو ضبابيا جدا عالم هذه الكيانات....ضبابي جدا.
يا رب ..أني أعرف أني لست طيبة جدا ، وأن دعواتي تشبه قوس قزح يشق السماء ، آملة مترجية حالمة...
لكن يا رب
احم كل العرب والمسلمين .....
يا رب
اجعل السلام طريق البشرية ، وان كان لا بد من المناكفة أحيانا فليكن على كرة قدم ، بدلا من طبق صواريخ.
آمين يا رب...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق