مائلا بأصابعه على خده ، يتحسس وجهه ، ينظر في المرآة ، في داخله كل الأحلام التي أضنته ، كل شئ لم يعد
مكانه ، كل شبابه الذي مضى في رحلة ضوء الى ختامه ........
ينظر الى خدمه ، الى طاولته ، الى شعر الشيب في رأسه ، و لا أحد يراه ، كل
أحد في القصر ولا أحد في داخله ، التابعين
الأوفياء ، والأقوياء الذين يمشون ورائه
باحثين عن نصيبهم من العظمة أيضا ، كل الأشياء البهية اللامعة الفارغة......
يا كل الذهب والألماس الذي يطوق ممرات قصره ،
/
وفي بعض الغنى آلام ...............
/
مائلة بأصابعها على خدها ، تتحسس وجهها ، تنظر في المرآة ، بعض الآلام تجعل
منا ضياءا شفيفا يبحث عن نوافذ حريته ......
كل فساتينها ، أحذيتها ، شهرتها ، صورها التي في المجلات ، كل معجبيها ،
محبيها ، كل المتفانين في الترنم بعينيها وشفتيها و شعرها الذهبي المقطوف من الشمس
، كل أحد حولها يلمع نفسه بها ، بالاقتراب منها ، ولا أحد في داخلها ،
يا كل الذهب والألماس الذي يطوق رقبتها.
/
وفي بعض الغنى آلام ...........
/
مائلا بأصابعه على خده ، يتحسس وجهه ، ينظر في المرآة ، بعض الآلام تجعل
منا قداسة تخلد للأبد ......
حروفه نبض قلوبهم ، سموه النبي الجديد ، سموه قديسا ، سموه الرفعة القادمة الى الحياة ،
رفعوه ، حملوه ، والى السماء نسبوه ، كل المتفانين بجمع كلماته وحروفه ، كل من
يشربون خلفه من الماء الذي يشربه ، التابعون يملئون بيته ، وفي ليل وحدته يفترش
حصيرا وينظر الى السماء ،
يا كل الذهب والألماس الذي يكسر بوابة بيته ،
/
وفي بعض الغنى آلام............
/
مائلة بأصابعها على خدها ، تتحسس وجهها ، تنظر في المرآة ، بعض الآلام تنير
الليل في الطريق نحو شوق لميلاد آخر .......
كل حماية يقدمونها لها من نفسها ، كل غطاء ، بها يبلغون مثاليتهم ،
يحملونها وجها رحيما على أنفسهم ، ينصبون وجوههم على أبوابها ،حماة ، جنودا صالحين
، يحمونها من الشمس ومن الهواء ومن جسدها ، يخافون عليها من الوادي ومن الجبال ومن الضياء
، يحملون لها الكلام البليغ والثياب الوفيرة والأغطية ، يحملون لها كل الشعر البهي الممجد
لعزلتها ، يا قيمة ، يا ثمينة ، يا غالية ، يا متوحدة ،
يا كل الألماس والذهب الذي يكسر روحها ...
/
وفي بعض الغنى آلام...............
/