الثلاثاء، أكتوبر 15، 2013

هلال العيد ، عائشة السيفي ، وهموم من الوجود الى الآيس كريم.


 

بداية أود أن أنزه الله الخالق العظيم عن الحمق والحنق الذي نفعل ، ثم أود لاحقا أن لا أنزه أحدا في " صداع " ما قبل العيد الذي مر علينا ونحن نفتح شفة متسائلين ونغلق أخرى متحمحمين ، حسنا لنقل أن الله لا شأن له بسخافاتنا حقا ولا حتى بمدى مستوى الحكمة الذي قد نصل اليه ، فهذا لا يغير من سننه في الكون شيئا ، ومن بعد هذه المقدمة التي لا تشبه مقدمات الشعر لا الجاهلي ولا الحديث منه ، والتي تشبه نفسها فعليا منتجة من شخص كان يأكل الحلوى و يستمتع بوقته الى أن تصدع رأسه ب " هلال العيد " و " متى ظهر هلال العيد " و" هل نحن مستقلين أم لا" ...الى آخر هذه الحكاية التي صارت مملة قليلا !!

 

فما بدأ حول " هلال العيد " صار " احترموا عقولنا " ثم انتهى ب  " هل نحن مستقلين فعلا "

 

وفي الحالات الصعبة كالتي تحدث حين يكون الشخص لديه استعداد للموت بجلطة قلبية ، في مثل هذه الحالات وصل الأمر : هل نحن سادة مصائرنا  في هذا الوطن أم لا !!

 

في الحقيقة أفهم أهمية الهلال وأهمية الشريعة ولكني لا أفهم أهمية أن يتم تنغيص حياتنا بهذا الكم من الخبراء ومن المتحدثين ومن الخطباء ومن أصحاب الرأي في أمر " الهلال "  ، و صدقوني أنا أفهم جيدا أن في هذه البلاد ألف خبير ، وألف عالم وألف ألف كاتب ، وما تحت الحصى أكثر أكثر كذلك ، ولكني ، لكني فقط أتسائل لماذا تنغصون علينا عيدنا بالشك والثرثرة الكثيرة.

رغم أن القرار حقا هو للدولة ، يعني بأمانة صدعونا عالفاضي ، والحق يقال أن للدولة سلطة القرار في هكذا شأن ، ونحن نريد أن يكون للدولة هذه السلطة.

 يعني بصدق بصدق نحن لا نريد أن يكون قرار هكذا أمور بيد العامة ، فهذا كثير جدا ، اذ صار العامة يريدوا أن يكونوا مسؤولين عن كل شئ حتى فيما ليس من اختصاصاتهم فعلا...ولو كان للعامة أن يفتوا في شؤون الدولة على هواهم لقمنا من الغد باختراع ألف قانون وربما وصل بنا الحد الى امتلاك المريخ.

يا سادة ، يا خبراء ، يا عظماء .....

للدولة استقلاليتها ونفوذها وحقها بالقرار ، وهناك سلطة دينية ذكية متآلفة مع السلطة السياسية ونحن في خير من الله بسبب هذه الألفة وهذا التفاهم وهذه العقلانية..فارحمونا  ، وبصراحة خالصة لا جدوى حقا من ثرثرتكم...فهي لا تقدم شيئا، بالاضافة الى أنها لن تجعلنا نخترع الذرة فعليا.           .

 

وأيضا ... أنت يا سيدة عائشة ، أود أن أفهم لماذا تكتبين في هذا الأمر ، كاتبة مستقلة أديبة نحبها جميعا ،  أنا أود حقيقة أن أبلغك أني بدأت أطفر شوية من ذي السوالف ، فمنذ قضية " ليسو " المعلمات أو ما أعرف ماذا كان اسم تلك القضية يومها ، الى يوم هلال العيد و " احترموا عقول الناس " ،  وأنا أمر بحالة حيرة ...ولولا أني لا أزال شابة لارتفع علي الضغط والسكري وفي أسوأ الحالات كنت سأصاب بحالة ضيق أصفيها في الناس تاليا ويخرج من بين يدي جيل معقد !! أوتريدين أن تفعلي  هذا حقا !! أن تعقدي نفسية معلمة بحيث تدمر جيلا كاملا فيما بعد !! تخيلي لو أني غضبت بسبب حكاية الليسو ثم أصابني انفعال شديد فقررت أن العالم لا يستحق العيش فيه !!  

 

يا عائشة !!

 

منذ عرفتك ، كنت أديبة جريئة أحببتها ، ولكني أخشى من اليوم الذي سيمر ولن أقرأ بعدها مقالا موقعا باسمك .

فما حاجتنا لمقال مثل مقالك الأخير حول الهلال ، أنا  صدقا آسفة ولكنك أديبة معروفة وهذا مقال يكتبه طالب مدرسة.

ما أعرفه عن الأدباء هو أنهم يقدمون رؤية ، ان ما يتم تقدير الأدباء من أجله فعليا هو " الرؤية ".

 

ما يميز الأدباء عموما هو النظرة الجديدة التي يقدمونها للعالم وللناس فتساهم في فتح أبواب عظيمة ، تأخذ الناس من أيديهم فتمنحهم متعة أو اكتشاف ولكني حين قرأت مقالك لم أتمتع ولم أكتشف شيئا حول الهلال ، بل على الأرجح تملمت في كرسيي الذي أجلس عليه وأكملت أكل الآيس كريم و وجدت في أكله متعة وحبور و تحقق أكبر.

 

ثم أني لا أفهم ماذا عنيت بقولك : احترموا عقول الناس !!

 

هذه عبارة ظريفة حقا ولكنها ليست في سياقها ، ثم أني أعتقد أنها عبارة كذا مفعوصة داخل السياق الذي ذكرتيه ، فالدولة - أي دولة في العالم طبعا -  تعبر في وجودها عن " سيطرة " لا عن احترام ، ومفهوم احترام عقول الناس فضفاف جدا حين يتعلق الأمر بقضية جدلية دينيا وسياسيا كموضوع الهلال...وأنت لست خبيرة سياسية ولا خبيرة دينية ، ولست من أصحاب القرار ، ولست مؤهلة فعليا لنصح أصحاب القرار في شأن ليس من اختصاصك بالذات كهذا الشأن.

 

وحين تلمحين كذا تلميحا الى أن الدولة لا تحترم عقول مواطنيها فأني أود أن أتسائل : يعني كيف يمكن أن تحترم الدولة عقول مواطنيها فيما يتعلق بأمر خلافي أصلا بينهم كل شخص يراه بمنظوره .

 

يعني هذا أمر أكبر من الفكرة التي تكتبينها حول " اتباع العلم "  - وهي قضية أخرى بالمناسبة لا أود حقا التحدث فيها الآن – هذا القرار هو  شأن سياسي ديني بالأساس له توابع كبيرة وعظيمة في حال فقدت الدولة " السيطرة " و لجأت الى "الطبطبة "على رؤوس الخلائق كي ترضي هذا المذهب أو ذاك.

 

ولا أدري بعد حقا من الذي يجب أن تطبطب الدولة على رأسه ، ولماذا ، وأي عقول وأي وجهة نظر هي التي يجب أن تحترمها !! وأنت تقولين احترموا العلم ، لكن ما شأن العلم بالدين فعليا ، خاصة فيما يتعلق بالهلال ، يعني أنا أفهم فكرة استطلاع القمر علميا ، لكن ما شان هذا بقناعة الناس الرئيسية حول هل الموضوع في مجمله و الذين يختلفون فيه فعليا ليس حول رؤية الهلال ، ولكنه في العمق يختلفون فيه حول الاستقلالية الدينية وموقع مكة من أرض المسلمين عامة .

 

ثم هل فعلا على الدولة من الأساس  أن تطبطب...

 

يآخي الدولة تقرر وبس ...ونحن – المواطنون – نفعل ما تقرره ما لم ترمي بنا الى المريخ .

 

 

ورجاءا فعلا لا تجلسوا تصدعوا رآسنا ورآس الخلق ، ان كنتم لن تخترعوا الذرة.

وليبقى كل انسان في اختصاصاته فعلا.

 

 

هرمنا ....هنا في هذه الأرض التي تصير قضايانا المصيرية فيها محصورة في هلال وليسو.

غدا يصير جل اهتمامي :هذا الآيس كريم ... هل يفترض أن يكون بكرزة حمراء أم كرزة صفراء .
 
ولعلي أفكر في شن حرب كذلك من أجل  الكرزة الصفراء !! من يعلم !!

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية