عارف البرذول الشخصية التي ابتكرها وعاشت بين أوراق أعمال الكاتب العماني الرائع سليمان المعمري ، صارت جزءا لا يتجزأ من ذاكرة العماني الرمضانية كون أن البرذول انتقل ليصبح شخصا يشاركنا افطارنا الرمضاني كل يوم.
عارف البرذول - الذي لا أود أن يفوتني الاشادة بجهد ناصر البدري وكل القائمين على " يوم ويوم " في نسخته الثانية الأجمل هذا العام - هذا البرذول أصبح جزءا من ذاكرتنا ،جزءا من طعم الرطب واللبن والحلوى العمانية ، جزءا من فكرنا ومن أحلامنا ومن هويتنا العمانية.
وصار وجوده كشخص افتراضي سبيلا وطريقا لفتح باب التساؤل بيننا حول الواقع.
ربما يفتح البرذول باب أسألة موجعة لنا في داخلنا - وهذا هو ما دأب المعمري على فعله بنا في أعماله الأدبية - لكنه بكل تأكيد قد يكون مفتاحا لاستنارة أعمق في الوجدان ، حيث يصبح بالامكان أن نسير الى تحقق أكبر .
البرذول يطرح علينا سؤال موجعا ، وهو العارف !!
هل المعرفة بعد ، سببا للتبرذل !!
هل يمكن أن يكون العارف خلاقا لروح جديدة ، منتجا ، حيويا ، عابرا بروحه في المكان ، قادرا على خلق نكهة جديدة ، نكهة ليست لاذعة ولا حارقة ، ليست سامة ولا نشاز ، بل نكهة تشبه المربى حين تذوقه في لحظة فجر صاف.
هل يمكن أن نخلق من البرذول العارف ، طريق عبور ، للعارف الفاعل ، العارف الذي يحمل قنديلا أو حتى مصباح كهربائي....مانحا ايانا معنى جديد ، معنى مختلف ، أكثر حيوية وأكثر خفة.
يأخذني مشروع سليمان المعمري - كما أحببته دوما كاتبا مترفا باللغة والمعنى - يأخذني مشروع وجعه العارف البرذولي ، الى أسئلتي الخاصة حيث أغرق في نفسي وأتذكر درويش الربيع الدائم :
وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك
قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام.....
قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام.....
سليمان يا سليمان ، أوجعنا البرذول بالسؤال :
شمعة في الظلام !!
شمعة في الظلام !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق