الثلاثاء، ديسمبر 27، 2011

بين التعري والحميمية ج 2


يظهر لنا في هذه المقارب الفنية الأدبية للجنس ، اصطدامه بمفهوم : الحب ...

الحب :كأحد المواضيع الأكثر أهمية في الأدب والفن ، والأكثر حساسية والأكثر جدلا.

في رواية : " الوحش في الانسان " للروائي اميل زولا.

هذه الرواية الصاخبة المتعبة  : تقوم بفعل تعرية تام للوجود الانساني .

ويظهر فيها قوة وأثر الغريزة على الانسان.

الا أن القارئ للرواية حتما ولا بد سيصطدم بمفهوم " الحب "

ذلك أن هذا المفهوم هو أحد أكثر المفاهيم مقاربة في الأعمال الأدبية ، والسؤال الذي سيتبادر الى ذهن القارئ : أممم حسنا حسنا ماذا عن الحب اذا !!!

ذلك أن الحب يتعدى الغريزة ليصبح مفهوما حضاريا ...

فالحب انتقال للجسد الى منطقة الثقافة...ذلك ان الحب يفترض الكثير من المفاهيم الثقافية اللاحقة والتي تتبعه كعربة يجرها حصان.

فالحب بفترض مثلا التالي :

اللامنطقية

التضحية

الشغف

الانشغال

الحزن / الفرح

الاستمرار / الموت

التعلق

وغيره الكثير من المفاهيم الثقافية غير الغريزية ..

وبالتالي فان هذه المقاربة لما هو مسكوت عنه، يجب أن تأخذ في الحسبان الجانب الثقافي للمفاهيم المتعلقة بالجسد.

هذه المفاهيم الثقافية هي ما تشكل بعضا من رغبة البشر في أن تبقى المنطقة الخاصة بالجسد ضبابية ومسكوتا عنها.

ويبدولي الى حد ما أن البشر لا يرغبون فعليا في التعري..لأن التعري ينقلهم الى مرحلة ما قبل الحضارة.

وهم يرغبون في الحضارة.

البشر يرغبون بضبابية الحب وجنون وتوله الحيرة..

هم يرغبون بالسكوت عن مشاعرهم كي : تدوم أثرا.

هم لا يرغبون بعرض الجسد كسلعة في متجر...

هم يريدونه محاطا من هالة قدسية ، شئ من اللا - طبيعي - واللا مقارب -

هم يريدون للجسد أن يظل جميلا...

والجمال :

يفترض أن يبقى مسكوتا عنه.

غير مشرح ولا مفهوم.

ومغطى بألف غطاء.




بين التعري والحميمية ج1

بدءا ، لنبدأ جلستنا الحلوة بتذكر أبيات يزيد بن معاوية :


اغار عليها من ابيـــــــها وأمـــــــــــــها .. ومن خطوة المسواك ان دار في الفم

اغار على اعطافــــــها من ثيابــــــــها .. اذا لبسـتها فـوق جسـم مــــــــــــــنعم

واحسد اقداح تقـــــــبل ثغرهـــــــــــــــا .. اذا وضعتها موضع اللثم في الــــــفم

خذوا بدمي منها فـــــــاني قتيلــــــــــها .. ولا مقصدي الا تجـود وتنـــــــــــعمي

ولاتقتلوها ان ظفـــــــرتم بقتــــــــــلها .. ولكن سلوها كيف حل لها دمــــــــــي


منذ بدء الخليقة والبشر يكتبون الشعر - يعني ما من بدايتها فعليا اذا أردنا الدقة لكن من زمن طويل جدا جدا -

منذ بدء الخليقة والبشر يحبون التعبير عن عواطفهم وعن ما يشعرون به ، والأدب بشكله الشعري والروائي والقصصي هو أفضل ما يقوم بهذه المهمة ، أحيانا يشاركه في حرب التفجير الشعواء : الموسيقى ، وأحيانا : المسرح ، وأحيانا : الرسم والتشكيل.

وأحيانا تنضم العصابة لبعضها فيكون التأثيرا كارثيا ...وتختمها السينما ليقول الناس : حسبي الله ونعم الوكيل :ضحك:

فعادة يخرج الناس من السينما اما وقد أغرقوا أرضية السينما بالدموع وأرهقهم التنشج ، واما أن يرهقهم : التشنج ....

الغضب ، الانفعال ، التعاطف وغيرها هو ما يخلفه الأدب بشكل خاص والفنون بشكل عام...

قضيتنا اليوم هي :

يكثر في الأدب والأعمال السينمائية خاصة : الولوج الى منطقة الخطر.

فما هو ممنوع عرفا وفكرا : كالجنس والدين والسياسة ...التابووووووز الثلاثة الحلوة.

يمكن مقاربته من خلال الأدب والسينما.

ويميل كثير من الأدباء والمفكرين الى اعتبار أن هناك وظيفة أساسية للعمل الأدبي والسينمائي وهو أن يكون لها : قدرة التعبير عن المسكوت عنه !

في مقاربة الأدب والسينما لقضية الجنس هناك ميل حقيقي في كثير من الأعمال للتعري التام وازالة ورقة التوت من على وجود الانسان ....ورميه الى مناطق ملغومة لغويا أو بصريا ، من خلال التعرض للجسد بأنه أحد المحرمات التي ينبغي تفكيكها.

ولكن .....

ما يمكن ملاحظته فعليا هو أن المنطق الأدبي والسينمائي ليس هو المنطق الواقعي للبشر.

فالبشر لا يميلون للعري حتى وان سمح لهم بذلك !!

فهل هو أحد المسكوت عنه : قهرا ..
بالنسبة للبشر.

أم أنه من المسكوت عنه : جمالا...
بالنسبة للبشر.

السبت، ديسمبر 03، 2011

العكفة...


أحد الأشياء التي تجعلني متضايقة من نظام التعليم الحالي في بلادي هو أن النظام لا تديره عقليات قوية ذات توجهات فكرية حديثة..

العاملين في قطاع التعليم أمخاخهم زنخة بحيث أن قضية " العكفة " و " سنام البخت المائلة " كانت موضوع طابور الصباح ...والذي هو بحد ذاته : أعني الطابور ، ارث متخلف ورجعي بائد منتهي في كل دول العالم ما عدا هنا...

حين يناقش طلاب اليابان القنابل النووية نحن طلابنا يناقشون العكفة..
ما الذين يناقشونه في العكفة اذا ..

خرجت فتاة تعاني من أزمات نفسية فقالت للجمع المصطف في الطابور ببلاهة ، قالت لهم أن : كل فتاة ترتدي عكفة في رأسها ، هي فتاة سخيفة آثمة مارقة عن الدين..

حسنا حسنا...

بما معناه أنها مدت اصبعها باستعلاء هكذا حين تمد أصبعك ونظرت بقوة في أعين الجميع ثم قالت : شوفوا أنا أحسن منكن ، لا أرتدي عكفة.


طيب السؤال هو :

هل أنت ذكية جدا !!

هل أنت جميلة !!

هل أنت منتجة!!

هل أنت مبدعة !!

هل أتيت بشئ ذا قيمة حقيقية سيؤدي الى تطوير!!


الخلاصة طبعا : لأ.

ولأنها ليست كذلك، فالعكفة ........هي ملاذ جميل وآمن بالنسبة لها..كي تقول أنها رائعة : رغم كل عيوبها ونواقصها.

لا بأس ان كان هذا يفيدها نفسيا.

لكنها في المقابل نصبت نفسها : رائعة مثالية حكيمة مميزة...والباقي : كشرة !!

حتى وان كانوا مبدعين ، مصلين ،أخلاقهم عالية ، متعاونين ، لطفاء ،كرماء ، أذكياء ....منتجين ...مؤثرين في مستقبل الوطن.

المهم بس في القضية هنا :

أن كل هذه الفتيات الرائعات الذكيات المبدعات ...لا يرقين الى أن يكن : بنات من دون عكفة...

فللروعة مقياس..

وهن لا يحققن هذا المقياس.


وكنت على وشك للأمانة أن أقول لها :

كم أنت سخيفة..

تبا ...لو أنك تنظرين لنفسك في المرآة أيتها المتنطعة التي لا تلبس عكفة..ولا تصلح لشئ..

مالت وخابت.

أخشى أن أحضر ابنة لهذا العالم الغبي ...واتحمل ذنب عذابها بالغباء الذي يقطر من عقول البعض.

لو أننا فقط نستطيع أن نقول لهم : كم أنتم أغبياء ...لكن سيقال لنا : هل تعترضون على شرع الله.

أيوه ترا الله يهتم بالعكف !!


الأربعاء، نوفمبر 23، 2011

سيرة ذاتية : السبع سنوات الأخيرة.

ان السنوات السبع الأخيرة في حياتي لم تكن الا رحلة بحث عن الذات ، انعكست ثروتها في قلبي قدرة هائلة على تقبل وامتصاص العالم والآخرين ، حين قال لي أحدهم في منتدى الكتروني : " تبدين كفرح تجاوز ألما كبيرا " لم يكن الا صادقا...

فالبرغم من أنني لم أحيا طفولة بائسة ، لم أتعرض لسوء معاملة ولا اغتصاب ولا قهر ، ولا حتى كان هناك من ضربني أو آذاني ولو ضربة واحدة...الا أني عشت فترة طويلة من حياتي بحثا ...

هذا البحث الطويل عن هوية ملامحي النفسية والعقلية لم يكن سهلا مطلقا ، فقد ورثت رقة وهشاشة من أمي بلغت أقصاها مع حبي العميق للفن ، رافق ذلك رغبات عنيفة منطلقة تتفتق في جسدي صراعات ودهشة ، وقد أورثتني أمي نظام " قيم " معقد ، لم يكن سهلا قط التعامل معه ، وان أصعب ما اضطررت للتعامل معه هو نظام القيم هذا ...هذا النظام الذي قضيت آخر سبع سنوات من عمري وأنا أعاني منه وبسببه أشد الآلام والحيرة والتعب.

هذا النظام الذي أورثني أشد آلامي عمقا ، هذا البحث الطويل والمضني عن النفس وسط حرب شاملة من " المفترض " " الواجب " " المغيب " "المحتقر " "المظلم " ....

هذا التخبط الشديد ، والتيه الفكري العظيم ، الارهاق والبحث ، جعلني أقرأ كل ما وقع يدي عليه بحثا عن نور ، مجرد نور في نفق طويل...



بحث شامل في كل شئ ، تحدثت مع كل من استطعت ، تسائلت ، كتبت ، بكيت و ضحكت طويلا ، كان ملمحا واحدا مرافقا لي طوال السبع السنوات الأخيرة : 

الحيرة...........

هذه الحيرة التي جعلتني أنام ليالي طويلة دون أن أنام فعليا ، أورثتني ارهاق تجلى بوضوح في عيناي ، في جسدي ، في مشيتي ، في كل ما يتعلق بي...

ان طبعي اللطيف الذي ورثته عن أب حنون جدا ، والاصرار الذي ورثته عن أم ذات روح قوية خارقة الذكاء عصابية ، أنتج مني أنثى أصرت على أن تخلق من كل هذا الميراث : خصوصية وجودها التامة ...


لقد كنت أبحث عن نفسي ، عن حريتي ، عن ارادتي..

وفي سبيل ذلك امتنعت عن الزواج ، رفضت كل شاب تقدم لي وقد اورثني ذلك صراعات هائلة مع أهلي ومع المجتمع ، 

وأورثني هذا الاصرار على التحقق النفسي قبل تحمل اي مسؤولية ..

أورثني بحثي التام عن ذاتي والتزامي به ، قناعة تامة بأنه : يجب ان أحيا كما أرغب انا...


هذا النهار ..هذا النهار ...

أنظر الى السبع سنوات الأخيرة ...وأشعر أن ما فعلته - رغم كل الأخطاء والزلات والحيرة والارهاق- 

كان أفضل قرار اتخذته .

فقد بدأ النور يشق حياتي ، وها أنا أجد نفسي أخيرا ...في المكان والزمان وال " الآن "..

ولأول مرة لا أشعر : أن هناك شئ ناقص ...

ها أنا هذا اليوم ولأول مرة بعد عذاب شديد ، 

أتنفس....

وأنظر الى العالم وأشعر بطعم ورائحة الكون وأشعر بنفسي ، 

كما لو أني...


كما لو أني...


ولدت اليوم........

السبت، نوفمبر 19، 2011

صديقتي الرائعة




كيف كان يمكنني أن أواجه عيناك يومها دون أن أشعر بالخوف ، بالضياع ،و باللامعنى،

كنت تنظرين الي ، وكنت أحاول أن أرى من خلالك : أي معنى هو في محاذاة الموت بهكذا اقتراب.

حاولت أن أمنحك معنى ، أي معنى ، خارطة أي خارطة... أن أمنحك ابتسامة كضوء في نفق معتم ، وكنت أبتسم ،وكان قلبي يغرق في لجة العدم ، العتمة ، والتيه .....

البيتزا حولنا ، النادل في المحل ينظر الينا دون أن يفهم ، ونحن كنا ننظر دون أن نفهم ، وحدها الحيرة ابتلعتنا جميعا ، كما طوفان يغرق كل شئ....

وضاع مني المعنى ....

بعد أن ركبت انت السيارة مع زوجك ، كنت أواجه نفسي ، كما لو أن صحراء التهمتني ، كما لو أن الشمس لن تشرق مجددا أتذكر  كيف أني كنت ألمح ضبابا فوق ضبابا يملئ عيناي وسالت على وجهي دمعتان ساخنتان استقرتا على مقود السيارة ،

نحو لا شئ ...بداء من لا شئ ، الموت يخترق الحياة كنصل لا يرحم..

وكنت أحاول أن أقارب الرعب أمام الموت ، أن أستوعب الشعور والمرء يتحلل أمام ذاته ، ولم أتمكن ، الرعب حاصرني ، ولم أتمكن الا من الغوص نحو لا قرار.

وكنت أهوي ، أغرق في ذاكرتي...

نحو مساحات من الحرية أمسكناها بأطراف أصابعنا.

نحو ضحكات على طيور نخيفها فتحلق وتتناثر حولنا كعقد من البياض.

نحو بحر كنا نتلو صلاتنا أمامه...كل غروب شمس وكل شروقها.

نحو شاب كنا نلتفت اليه ونضحك غير مهتمين باخفاء انسحارنا أمامه ، ثم تباغتنا الصدفة المباغتة في أن يسمعنا فنكركر ضحكا..

نحو ساعات تقاسمناها خبزا وفرحا ودموعا وطاقة من الحياة...

هناك على رف غرفتك في الجامعة لا يزال كأسي ممتلئ بالحليب ، وأنا لا زلت اصرخ : أنا لا أحب الحليب ، ولا زلت أنت تضحكين : اذا لا تشربيه ...
هناك على ممر صغير كان عازف ناي يحررنا عازفا : أعطني الناي وغني ، كان يعزف وسط ظلامه الخاص في ممر ما ، وكنا نحاذيه فنغني ، لا يرانا لا نراه ، تفصلنا الأعمدة والمسارات ، وحده نغم الناي يجمعنا...وأصواتنا الغضة.


أنا أنتقل رويدا نحو أحزاني فألامسها ولم أعد أعي : لأي شئ...لأي شئ يحدث هذا !!


وحيدة أمام رعبي من الفقد ، لم اعد أتمكن من النظر الى عينيك ولا حتى على التظاهر أكثر بالقوة أو بأن كل شئ بخير..


لو أنني تمكنت من القول لك ، دون كبرياء الصمود ، ودون عزلتي الطويلة في ظلامي الخاص ، لو أنني تمكنت أن أقول لك دون صمتي ، ودون أن أدعي بأن هناك نورا ينضح من كل شئ ...لو أنني تمكنت من القول ...

أنا أحبك...........

و

أنا...أنا...

أخاف

أن

أفقدك.

الاثنين، أكتوبر 10، 2011

الانهيار المصري : كلاشنكوف الفكر !!!

الانهيار المصري الحالي ، والفظائع التي تحدث في مصر ،

تعتصر مخي وتثير في معدتي شعورا بألم لا ينتهي ، مغص يؤلمني حين يموت مصري على يد مصري : لأول مرة في تاريخ مصر !!!

بعد أن كان عدو المصري خارجه تحول داخله !!!

ان مصر تنهار ، وان كلاشنكوف خرابها : فكري بحت !!!

الناس في مصر يسحبون سحبا من عقولهم نحو الدمار...

أفكار يقول فيها أحد المسيحيين المصريين : الجيش المصري كافر هل نحتكم لكفرة !!!

فخرجوا ليقتلوا الجيش

يا الهي ...مصر تموت تحت ضباب التطرف ، وتحت ضباب " الغباء" !!!

أي حمق هو أن تبيع وطنك ، أن تبيع أمنك وخبزك ، وبيتك....لأنك تظن أن حريتك وانقاذك يأتي عبر التكتل داخل معتقدك وحدك.

يا الهي ....مصر الكنانة تقتل بعضها !!

وأنا أعتصر ألما على مصر....

من ظن في يوم أن يموت المصري على يد مصري !! أن تصبح مصر سودان أخرى تتقسم : بيد أبنائها..


على : من دمر تعليم مصر.

على : من دمر ثقافة المصري .

وأرداه للسطحية والتطرف والتخلف.

عليه أن يبكي الآن .


الى كل من : ذبح العقل المصري...وزرع الفتنة والغباء والصلف فيه أن يبكي الآن...مصر تنهار.


الى كل من دمر التعليم في مصر : ها هم أبناؤك بجهلهم يذبحون الوطن.


قاتل الله الجهل....قاتل الله الجهل.


الى كل من " سطح " و ساهم في صنع جيل " غبي "

هل أنت سعيد الآن !!!

الأحد، أكتوبر 02، 2011

العدالة : الزمن والعدل و القوة والنغم الملحمي.


واقع :

يبدو أن وزير العدل قد شرب كأس الشاي وهو مصر على استرداد كرامته ، فرفع قضية : أليس هو بالنهاية رجل قضايا وقانون !!!

ويبدو أن جريدة الزمن قد شربت كأس مرارة وسقته سقيا للرأي العام الذي شربه بانتباه تام ، أليست الزمن في النهاية جريدة ورأي عام !!!

قد يقول القائل أن البادئ باللعبة هي الزمن ، وأن قرار ايقافها شهرين وحبس الصحفين المتسببين بالقذيفة : كان مما هو لا بد منه ..

ما أقوله أنا الطيبة التي شربت شايا أخضر بالبرتقال قبل قليل ، وهي تحتسيه ببطء و بلا اهتمام بالغ هو النتيجة ........


نتائج :
سواء كان وزير العدل مسكينا أو ظالما ، فان النتيجة هي تماما أنه " خسر "

فالقضية لم تسئ وحسب - في الرأي العام - الى مصداقية نظام القضاء العماني ممثلة في قمة هرمه ، بل أنها جاءت بسلسلة فضائح وتجاوب عام من الشعب أدى الى زلزلة رأي الناس في نظام القضاء وانتهى الى تشويه سمعة وزير العدل..

كلا كلا لم ينته الأمر هنا وحسب.

بل ساءت سمعة الادعاء العام ، و اهتزت صورته ، وبدأت الأصابع تتجه اليه من كل حدب وصوب.

ولحق بالأمر اعتصام أمام وزارة العدل..في مفارقة ملحمية - سترددها جدران الأوبرا العمانية نغما مذهلا - في مشهد خارق للعادة :

الناس في عمان يعتصمون ضد نظام العدالة !!!


العدالة كمفهوم :

كان سقراط ورفاقه في " جمهورية " أفلاطون يناقشون العدالة ...وقد قال بعضهم أن الدولة هي قوة " العدالة " ، هي من تصنع القانون وهي من ترعاه ، وهي أقوى من الناس ، وهي هي هي من سيعزف دوما النغم الملحمي : هذا ما هو صواب .

يقول صديق سقراط أن الانسان لا يولد عادلا بل متجنيا بطبعه ، والدولة - بقوتها - هي من تلجم هذا التعدي عبر احقاق العدالة.

فهل حقق وزير العدل العماني لنفسه عدالة استرداد كرامته !

الزمن كسبت تأييدا شعبيا بالغا ومزلزلا ، أضر بنظام القضاء العماني ، لتختمها جريدة الزمن بفساد المحاكم ضد أموال اليتامى!!!


الأوبرا ونوفمبر والنغم الملحمي:

وسط هذا المشهد العجائبي الذي أتابعه وأنا أقرمش بسكويتة لذيذة أيضا بنكهة البرتقال،

فرحة أنا بأوبرا عمان تلك التي هي أيضا قد زلزلت كقذيفة مباغتة أرضية المكان ، قد يصدح نغم ملحمي بين جدران الأوبرا بعد قليل ، وبعد قليل سيأتي نوفمبر المجيد ...

وقد قد قد...يضئ نغم الأوبرا الملحمي بصوته العنيف الجميل ، مشهدا خلابا يعكس قوة الدولة الدائمة.

ذلك أن ثراسيماخس صديق سقراط يقول :
الشعب ملزم دوما باتباع الشريعة، وأن العدالة هي مصلحة الدولة ،

ويكمل سقراط هنا أن مصلحة الدولة هي في العدالة ،

اذا أن العدالة هي عنصر قوة وأن التعدي عنصر ضعف ،

ذلك أن التعدي يلد الانقسام والنزاع ، أما العدل فيلد الاتساق والانسجام.



السبت، أكتوبر 01، 2011

كل هذا الحزن...


حينما أصبحت أمد يدي لكل أحد ، حين صار عادة عندي أن أبتسم ، أن أنظر في عيون الناس مباشرة وأفتح قلبي لهم.

حين أصبحت أنحني أمام أحزانهم ،

حين صرت نصف داخلي نصف خارجي...ألامسهم وأشعر بهم....

كان ذاك آن ألم لا يمكن لمه ولا تجاوزه ،

ان الآلام تصهرنا وتفض الصلب فينا ،

كل هذه الليونة هي نتاج كل هذا الأسى....

وحدي حزينة كقطرة مطر يتيمة ، 
وحدي في اليم الضوئي ، 

وحدي في ظلامي اللانهائي ، ونوري الأوحد ،

كان لا بد اذا أن أراهم.

كل هذا الحزن يا الله.

كل هذا الحزن .


الأربعاء، سبتمبر 14، 2011

السلطان قابوس و ويكليس والدين وأنا و الحب.....

طالعتنا هذه الأيام وثائق ويكليس المسربة عن رأي السلطان قابوس في الدين والحجاب وغيره .

ربما ما يفترضه البعض أننا سنغضب ، والمقصود هنا هو الشعب العماني !

يبدو أنه من الواجب أن نغضب اذا ، فنحن شعب متدين كما يبدو في رأي البعض .

لكن القضية لم تكن يوما في كوننا شعب متدين ، سماويين أو حتى برابرة.

القضية كانت دوما هي أننا نحب السلطان قابوس ، 

ولعل حتى أشرس راغب في السلطة في عمان ، لن يتمكن حتى بالحلم من أن بامكانه مساومة العمانيين على هذا الحب.

العمانيون لا يحبون وزراء الحكومة ، ولهم في ذلك كل الحق ، ولكنهم يحبون قابوس ، وهل يمكنهم أن لا يفعلوا اذا ..


في الوقت الذي تسود فيه منطقة الشرق الأوسط أوبئة التعصب والهذيان المحموم .

ترفع عمان شعلة السلام وآفاق التصالح.

تتقبل السني والشيعي والأباضي في منهج حياتي حقيقي من الصلح ، وليس في مجرد تظاهرة لغوية تضئ في الشاشات.

الصلح نحياه نحسه ونفهمه ...بشكل يومي.


يستمع السلطان قابوس لشعبه ، يصغي اليهم بانتباه ثم يحتويهم بأبوة عز لرجل سياسي أن يتميز بها.

لعل السلطان قابوس ولد بشكل قدري ليكون سلطانا ، ولعل زمنه وحياته وكل من مر به ارتبط بكونه سلطانا ورجلا على العرش ،  
كحاكم وكرجل كان قدره هو السلطة والمسؤولية، و لعله التقى بالأعداء قبل الاصدقاء.

الا أنه حتما ولا بد ، رجل سيحمل التاريخ عنه رائحة عطر شذي ،

ففي حين قتلت الدول العربية مواطنيها من أجل العرش والسلطة ، سيكتب التاريخ أن قابوس بن سعيد استمع الى شعبه.

وحين كانت شلالات الرصاص تنهمر في سوريا وليبيا .

كان قابوس بن سعيد يقوم بتوجيه وزرائه : افهموا هذا الشعب .

أرى أن قابوس بن سعيد رجل مثقف بامتياز ، ذا ميول انسانية وابداعية .

ليس واجبا دوما - كما هو محتوم في الأدب - أن نكره الملك ، فبعضنا قد يحبه .

ربما لخفة روحه التي تبدو في وجه احتفظ بوسامته حتى في سبعينه.

ربما لابتسامة روح تطل من جسد يتمايز عن البقية في حضوره .

ربما لأنه رجل يستحق الحب.


ربما اذا يا ويكليس ليس كلنا سيكون تعيسا في ما تكشفين.

فبعضنا ربما ابتسم كثيرا ، و سعد كثيرا...


بالاكتشاف.



حسنا حسنا...

أنا سعيدة اليوم.

وسأشكر ويكليس هذه المرة.




الثلاثاء، سبتمبر 13، 2011

" المتفيقون " الذين يعبدون الشيطان !!!




كنا نضحك ونكركر، وكنت أقول في جلستنا النسائية تلك :


" يعني بو ما يبى يعبد الله ! يروح يعبد الشيطان بالله عليكم !!!

قرر بعض مراهقي عمان عبادة الشيطان ،

وأنا و زميلاتي قررنا أن نضحك قليلا على الأمر ونحن في الدوام الحكومي الذي يهدف الى تهذيب أرواح الأطفال وافهامهم أن العالم لا يوجد في أدمغتهم وحسب ، بل أن هناك رياضيات وكيمياء وفيزياء تثبت مرارا لهم بأن عليهم أن لا يكونوا سخيفين جدا فيتوهموا ولو للحظة أنهم " وحدانيين " في هذا العالم....

المهم ....

قالت احدى الزميلات المكركرات أن أخاها المراهق كان في حلقة دعوة شيطانية حين أخبره مراهق آخر : أنه لو عبد الشيطان سيصبح خرافيا كالآلهة !!

قال هذا المبشر لأصدقائه المراهقين :


" أنتم  لو عبدتم الشيطان ، فأنتم ستستطيعون أن ترفعوا هذا الشاب باصبع فقط ، بل ستصلون الى قمم النخيل في ثوان!!

ويبدو أن طقس بلوغ قمم الامكانات الهائلة عبر الشيطان لا يحتاج أكثر من " سيدي " فيه برمجة ستمنحهم كل البركات الشيطانية !! ربما وشم أسود على جلد أصدر أنينا ثم سكت ، ربما قميص غير قابل لأن يتبع الموضة أو الجمال ،  ربما جرح هنا أو بعجة على الوجه هناك ، وينتهي كل شئ ،


يصبح بعدها المراهق خارقا للعادة ، عظيما مباركا، هكذا يتحول الغض القابل للتعب وللايذاء النفسي الى شعلة خالدة ، الهو المبارك الأبعد من البعيد والأطول من الطويل والأشد اذهالا من المذهل !!

و اذا فقد توصلنا في جلستنا النسائية المكركرة تلك أن المراهقين يعبدون الشيطان لأنهم يريدون نوعا جديدا من العظمة والاحتفاء ، يريدون خلودا من نوع جديد و سريع ومباشر ، حيث يمكنهم أن يكونوا خارقين وغير محصورين بالفيزياء التي نصر على تعليمها لهم كحقيقة واقعية.

بالنسبة لهم - المراهقين - لا زال ممكنا أن يكونوا قادرين على التحرر من لعنة الكبار اذا ، ولو بقربان وشم وجرح.

بالنسبة لنا نحن الكبار الذين انتهينا من كل هذا ، كنا نضحك بسخرية.

ولعلنا كنا نشرب قهوة مرة مع الرطب حينها .........على شرف مفارقة ساخرة.





الاثنين، سبتمبر 12، 2011

أفكار محلقة




من رسالة الخير والشر ، من قلب حدقتا طفل مشدوه بالابهار ......
من رسالة المقاتل الصنديد والأخ العطوف الحنون ، وقلب الطفل المبحر في الخيال....


من رسالة وجع وقف على ناصية فرح ما ...ولم يصل ،،،




كانت الشاشات تحملنا الى الوهج ، وكنا نطيل الدهشة أمام الألوان ، أمام قوس قزح لم نعانق من قبل ، أمام عوالم من مروج خضراء لم نر مثلها ، أمام ياقات و قبعات ودفء ، أمام نكهة ثلوج لم نذق...




وكانت الشاشات تحمل لنا الرسالة ، وكنا نطيع فننحني ، كان انحنائنا لا مرئيا ، ننحني ، نصدق ، نفتح قلوبنا على اتساعاتها : نعم هناك خير ..نعم هناك شر ..
والبطل الأسطوري الطيب المغامر ذو القلب الرحيم ، البطل الذي سنشبهه ذات يوم : ينتصر دائما على مسافة من اذهال دائم..مسافة تفي بالخلود لمنتصر ..كيما يبقى معلقا بين فرح انتصاره وتحقق قيمه.


الأطفال ذلك العالم الذي يفتح كل الأبواب ، ويمتص كل شئ ..
الأطفال تلك العقول التي أول ما تنعتق تنعتق على ثقافة العالم المحدد والمرسوم سلفا ..العوالم التي تفترض بكل شئ أن يكون قابلا للتصنيف.


بالله عليكم ..هل كبرنا واكتشفنا بعد كل انحناءات الطفولة و تيهها ..أن :


أن هناك ما ليس قابل للتصنيف ولا لليقين.........


هل أدركنا بعد انكسار الابهار والصورة : ما هو أشد عمقا وأكثر ضحالة من كل الافكار/ الكائنات ...
هل أدركنا أن الكون غير قابل للاختزال في فكرة .



١٤أكتوبر 2006





الثلاثاء، أغسطس 23، 2011

في انتظار العيد...

منذ الأمس ونحن نعلق رقابنا على الشاشات محاولين الوصول الى الحقيقة ...
هل سقط القذافي أم لم يسقط !!

*

ليبيا تحترق !
وقيل أن بالأمس قد تم تحريرها ، 

لكننا جميعا نضع يدينا على قلوبنا ، بعضنا فرحا ، وبعضنا قلقا مما سيأتي .

ثم أنه قد تبقى عن العيد 8 أيام ....يوم يتبع يوم ،

حلم يتبع حلم...

في انتظار العيد اذا !!

في انتظار اللذات التي تأتي بعد حرمان.

في انتظار أن نصحو ونحن بخير.








بحث هذه المدونة الإلكترونية