السبت، ديسمبر 03، 2011

العكفة...


أحد الأشياء التي تجعلني متضايقة من نظام التعليم الحالي في بلادي هو أن النظام لا تديره عقليات قوية ذات توجهات فكرية حديثة..

العاملين في قطاع التعليم أمخاخهم زنخة بحيث أن قضية " العكفة " و " سنام البخت المائلة " كانت موضوع طابور الصباح ...والذي هو بحد ذاته : أعني الطابور ، ارث متخلف ورجعي بائد منتهي في كل دول العالم ما عدا هنا...

حين يناقش طلاب اليابان القنابل النووية نحن طلابنا يناقشون العكفة..
ما الذين يناقشونه في العكفة اذا ..

خرجت فتاة تعاني من أزمات نفسية فقالت للجمع المصطف في الطابور ببلاهة ، قالت لهم أن : كل فتاة ترتدي عكفة في رأسها ، هي فتاة سخيفة آثمة مارقة عن الدين..

حسنا حسنا...

بما معناه أنها مدت اصبعها باستعلاء هكذا حين تمد أصبعك ونظرت بقوة في أعين الجميع ثم قالت : شوفوا أنا أحسن منكن ، لا أرتدي عكفة.


طيب السؤال هو :

هل أنت ذكية جدا !!

هل أنت جميلة !!

هل أنت منتجة!!

هل أنت مبدعة !!

هل أتيت بشئ ذا قيمة حقيقية سيؤدي الى تطوير!!


الخلاصة طبعا : لأ.

ولأنها ليست كذلك، فالعكفة ........هي ملاذ جميل وآمن بالنسبة لها..كي تقول أنها رائعة : رغم كل عيوبها ونواقصها.

لا بأس ان كان هذا يفيدها نفسيا.

لكنها في المقابل نصبت نفسها : رائعة مثالية حكيمة مميزة...والباقي : كشرة !!

حتى وان كانوا مبدعين ، مصلين ،أخلاقهم عالية ، متعاونين ، لطفاء ،كرماء ، أذكياء ....منتجين ...مؤثرين في مستقبل الوطن.

المهم بس في القضية هنا :

أن كل هذه الفتيات الرائعات الذكيات المبدعات ...لا يرقين الى أن يكن : بنات من دون عكفة...

فللروعة مقياس..

وهن لا يحققن هذا المقياس.


وكنت على وشك للأمانة أن أقول لها :

كم أنت سخيفة..

تبا ...لو أنك تنظرين لنفسك في المرآة أيتها المتنطعة التي لا تلبس عكفة..ولا تصلح لشئ..

مالت وخابت.

أخشى أن أحضر ابنة لهذا العالم الغبي ...واتحمل ذنب عذابها بالغباء الذي يقطر من عقول البعض.

لو أننا فقط نستطيع أن نقول لهم : كم أنتم أغبياء ...لكن سيقال لنا : هل تعترضون على شرع الله.

أيوه ترا الله يهتم بالعكف !!


هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

أهلا ً معلمتي ...

ربما النظام هو المُلام وليس ضحاياه، لذا لا تلقي السهام على فلذة اكبادنا ... وصحيح أن الاستنتاج حول السنام ليس صحيحاً لكن تظل النوايا خلفه رااااااقية ... ونعم فإن سمو النوايا لا يدل صراحة على رقي العمل ... لهذا فمن الجيد شكرهم على النوايا أولاً ثم استخدام الحجج العقلية بالتي هي احسن بشأن استنتاجاتهم ...

موسى الهادي :)

fatma.alobydani يقول...

أهلا موسى ..

أنت دبلوماسي تماما هنا ، صحيح أن الأعمال قاس بالنوايا ، الا أن مجال " الحريات الشخصية " يضيق كلما أصر الجمع أن يقيسوا " الشخص " بمدى اتساقه بالصورة الكلية...

مش صح؟

بحث هذه المدونة الإلكترونية