الأربعاء، مارس 13، 2013

الانسان ....مخنوقا ...


لن نتحدث اليوم عن الأخوان ، كلا ...كلا..تمرمرنا ...طفرنا.....طهقنا ،

لن نتحدث كذلك عن الرأسمالية ولا عن شعورنا تجاه أمريكا ، هل نحبها أم نكرهها ..لقد صرنا في عذاب وحيرة ...أف

نو نو نو ...لن نتحدث عن عصر الأنوار متفجرا من التاريخ مهرولا نحونا ، صافعا وجوهنا : هاااااااااااه ...هل صحيتم أم بعد !! 

هناك ربيع في الانتظار..

كلا هذه المرة على الربيع أن ينتظر..ريثما نتفاهم مع الخريف...وهناك أيضا الصيف القائض ..والصداع...

أمممم...حسنا.

و لن نتحدث كذلك عن العواطف حين تتغلغل كالمسامير تحت جلدنا ، فتخترق كياننا وتحيلنا رملا يتناثر ، سنحمحم ...قليل من الماء فقط ونصير طينا....قليل من الصبر والقيم ولفة اليدين فوق بعضهما : ونصير ساكنيين ....ششششش ساكنين كالموتى ...

سنمنح أنفسنا وقتا مختصرا للسخرية من العاطفة ومن جلدنا ، من قال أن الانسان يمكن له أن يحب !! الحاسب الآلي وحده يعرف أن بعد التحليل العميق : الحب مجرد خرافة...لا علم يثبتها...هرمونات وكثير من العقد...

لن نتحدث عن شمة حمدان التي لا نفهم لماذا ترتدي ثوبا رجوليا وتتغنى بالعاطفة الأنثوية ، لعلها ..لعلها عبارة أخرى لا نفهمها ولن نفهمها مطلقا ، من منتجات عصر النفط والعاطفة المحمحمة...

ولن نتحدث عن الأوبرا كذلك ، أريحوا ضمائركم...بل أريحوا تعبكم ، لقد صرنا نقضم التفاح كي ننسى وجع القلب هذا...أف



حسنا...

الانسان ...

الانسان هو ما سنتحدث عنه.

سنتحدث عن الانسان ...

عن الوجه البسيط الذي يرتدي ألف قناع وألف ستار...

سنتحدث عن الانسان قليلا...سنتحدث عن الانسان هذه المرة...

لعل مرة ..مرة واحدة.....نلقي بأقنعتنا ونرى أنفسنا ، كائنات بسيطة بحكم الجينات ....كائنات بسيطة تهرب من عقد التاريخ......




لعلك مشيت في يوم ، مثقلا بالكثير من الأفكار النيرة والكثير من الافكار المجرمة والافكار التي في النص نص ..وأفكار بلا معنى لا تدري حتى لم تفكر فيها...

وكنت تقود سيارتك ...نحو مكان ما ، لم تعد تعرف حقا لم لا زلت تذهب اليه 

حسنا..

كنت أقول ، 

لعلك كنت تمشي في طريقك ذلك ...واذ تلمح شخص تعودت أن تراه في طريقك نحو شئ ما ، تشعر بشئ لا يقع تحت خانة محددة حقا ، تلمح وجه يعبق بالألفة ، فينفتح قلبك :


لو لم تكن ملفوفا بألف قناع ، لربما فكرت بالسلام عليه : هيه ...أنت...كيف حالك اليوم ؟ 

لعلك قلت له ببساطة وهدوء ....أنا أشعر بالألفة تجاهك ، أنت لست شخصا غريبا بعد عني ، هنا حيث يجمعنا شارع وصدف كثيرة ...صرت جزءا من ذاكرتي...

لكنك لا تستطيع ذلك...أنت فقط لا تستطيع.

فهناك مئة ألف عذر تم اختراع عبر التاريخ ، يمكن أن يبقيك جامدا في مكانك.

فقد يفهم أنك تريد منه شيئا مجرما ...ربما تريد جره نحو مصيبة ...لعلك تخدعه ...لعلك تريد السخرية منه ....


وحينها ستتردد ...ويغوص الانسان فيك الى الأعماق ، وتلتف حولك أشجار سوداء ، ويأكلك التاريخ...بل يقضمك التاريخ رويدا :


في الاولى ...يشعرك بأنه تافه لأنك تفكر أن ربما قد يجمعك شئ بانسان ...لا يقع تحت خانة محددة ...لا خير ولا شر.

وفي الثانية ...يشعرك بأنك مجرم لأنك تستلطف انسانا ما....


وفي الثالثة ...يجرك من شعرك جرا ويخبرك بأنك كائن سئ لأنك تهتم بانسان آخر...

وفي الرابعة يقضي عليك : خليك عاقل .... والزم قناعك...فالناس لا يستلطفون بعضهم الا حين ينوون شرا من بعضهم...

وفي الأخيرة يدفنك :

عد يا حيوان ....الى قفصك ...

ارتد قناعك ..وتوكل.

بحث هذه المدونة الإلكترونية