طالعتنا هذه الأيام وثائق ويكليس المسربة عن رأي السلطان قابوس في الدين والحجاب وغيره .
ربما ما يفترضه البعض أننا سنغضب ، والمقصود هنا هو الشعب العماني !
يبدو أنه من الواجب أن نغضب اذا ، فنحن شعب متدين كما يبدو في رأي البعض .
لكن القضية لم تكن يوما في كوننا شعب متدين ، سماويين أو حتى برابرة.
القضية كانت دوما هي أننا نحب السلطان قابوس ،
ولعل حتى أشرس راغب في السلطة في عمان ، لن يتمكن حتى بالحلم من أن بامكانه مساومة العمانيين على هذا الحب.
العمانيون لا يحبون وزراء الحكومة ، ولهم في ذلك كل الحق ، ولكنهم يحبون قابوس ، وهل يمكنهم أن لا يفعلوا اذا ..
في الوقت الذي تسود فيه منطقة الشرق الأوسط أوبئة التعصب والهذيان المحموم .
ترفع عمان شعلة السلام وآفاق التصالح.
تتقبل السني والشيعي والأباضي في منهج حياتي حقيقي من الصلح ، وليس في مجرد تظاهرة لغوية تضئ في الشاشات.
الصلح نحياه نحسه ونفهمه ...بشكل يومي.
يستمع السلطان قابوس لشعبه ، يصغي اليهم بانتباه ثم يحتويهم بأبوة عز لرجل سياسي أن يتميز بها.
لعل السلطان قابوس ولد بشكل قدري ليكون سلطانا ، ولعل زمنه وحياته وكل من مر به ارتبط بكونه سلطانا ورجلا على العرش ،
كحاكم وكرجل كان قدره هو السلطة والمسؤولية، و لعله التقى بالأعداء قبل الاصدقاء.
كحاكم وكرجل كان قدره هو السلطة والمسؤولية، و لعله التقى بالأعداء قبل الاصدقاء.
الا أنه حتما ولا بد ، رجل سيحمل التاريخ عنه رائحة عطر شذي ،
ففي حين قتلت الدول العربية مواطنيها من أجل العرش والسلطة ، سيكتب التاريخ أن قابوس بن سعيد استمع الى شعبه.
وحين كانت شلالات الرصاص تنهمر في سوريا وليبيا .
كان قابوس بن سعيد يقوم بتوجيه وزرائه : افهموا هذا الشعب .
أرى أن قابوس بن سعيد رجل مثقف بامتياز ، ذا ميول انسانية وابداعية .
ليس واجبا دوما - كما هو محتوم في الأدب - أن نكره الملك ، فبعضنا قد يحبه .
ربما لخفة روحه التي تبدو في وجه احتفظ بوسامته حتى في سبعينه.
ربما لابتسامة روح تطل من جسد يتمايز عن البقية في حضوره .
ربما لأنه رجل يستحق الحب.
ربما اذا يا ويكليس ليس كلنا سيكون تعيسا في ما تكشفين.
فبعضنا ربما ابتسم كثيرا ، و سعد كثيرا...
بالاكتشاف.
حسنا حسنا...
أنا سعيدة اليوم.
وسأشكر ويكليس هذه المرة.