الأربعاء، سبتمبر 14، 2011

السلطان قابوس و ويكليس والدين وأنا و الحب.....

طالعتنا هذه الأيام وثائق ويكليس المسربة عن رأي السلطان قابوس في الدين والحجاب وغيره .

ربما ما يفترضه البعض أننا سنغضب ، والمقصود هنا هو الشعب العماني !

يبدو أنه من الواجب أن نغضب اذا ، فنحن شعب متدين كما يبدو في رأي البعض .

لكن القضية لم تكن يوما في كوننا شعب متدين ، سماويين أو حتى برابرة.

القضية كانت دوما هي أننا نحب السلطان قابوس ، 

ولعل حتى أشرس راغب في السلطة في عمان ، لن يتمكن حتى بالحلم من أن بامكانه مساومة العمانيين على هذا الحب.

العمانيون لا يحبون وزراء الحكومة ، ولهم في ذلك كل الحق ، ولكنهم يحبون قابوس ، وهل يمكنهم أن لا يفعلوا اذا ..


في الوقت الذي تسود فيه منطقة الشرق الأوسط أوبئة التعصب والهذيان المحموم .

ترفع عمان شعلة السلام وآفاق التصالح.

تتقبل السني والشيعي والأباضي في منهج حياتي حقيقي من الصلح ، وليس في مجرد تظاهرة لغوية تضئ في الشاشات.

الصلح نحياه نحسه ونفهمه ...بشكل يومي.


يستمع السلطان قابوس لشعبه ، يصغي اليهم بانتباه ثم يحتويهم بأبوة عز لرجل سياسي أن يتميز بها.

لعل السلطان قابوس ولد بشكل قدري ليكون سلطانا ، ولعل زمنه وحياته وكل من مر به ارتبط بكونه سلطانا ورجلا على العرش ،  
كحاكم وكرجل كان قدره هو السلطة والمسؤولية، و لعله التقى بالأعداء قبل الاصدقاء.

الا أنه حتما ولا بد ، رجل سيحمل التاريخ عنه رائحة عطر شذي ،

ففي حين قتلت الدول العربية مواطنيها من أجل العرش والسلطة ، سيكتب التاريخ أن قابوس بن سعيد استمع الى شعبه.

وحين كانت شلالات الرصاص تنهمر في سوريا وليبيا .

كان قابوس بن سعيد يقوم بتوجيه وزرائه : افهموا هذا الشعب .

أرى أن قابوس بن سعيد رجل مثقف بامتياز ، ذا ميول انسانية وابداعية .

ليس واجبا دوما - كما هو محتوم في الأدب - أن نكره الملك ، فبعضنا قد يحبه .

ربما لخفة روحه التي تبدو في وجه احتفظ بوسامته حتى في سبعينه.

ربما لابتسامة روح تطل من جسد يتمايز عن البقية في حضوره .

ربما لأنه رجل يستحق الحب.


ربما اذا يا ويكليس ليس كلنا سيكون تعيسا في ما تكشفين.

فبعضنا ربما ابتسم كثيرا ، و سعد كثيرا...


بالاكتشاف.



حسنا حسنا...

أنا سعيدة اليوم.

وسأشكر ويكليس هذه المرة.




الثلاثاء، سبتمبر 13، 2011

" المتفيقون " الذين يعبدون الشيطان !!!




كنا نضحك ونكركر، وكنت أقول في جلستنا النسائية تلك :


" يعني بو ما يبى يعبد الله ! يروح يعبد الشيطان بالله عليكم !!!

قرر بعض مراهقي عمان عبادة الشيطان ،

وأنا و زميلاتي قررنا أن نضحك قليلا على الأمر ونحن في الدوام الحكومي الذي يهدف الى تهذيب أرواح الأطفال وافهامهم أن العالم لا يوجد في أدمغتهم وحسب ، بل أن هناك رياضيات وكيمياء وفيزياء تثبت مرارا لهم بأن عليهم أن لا يكونوا سخيفين جدا فيتوهموا ولو للحظة أنهم " وحدانيين " في هذا العالم....

المهم ....

قالت احدى الزميلات المكركرات أن أخاها المراهق كان في حلقة دعوة شيطانية حين أخبره مراهق آخر : أنه لو عبد الشيطان سيصبح خرافيا كالآلهة !!

قال هذا المبشر لأصدقائه المراهقين :


" أنتم  لو عبدتم الشيطان ، فأنتم ستستطيعون أن ترفعوا هذا الشاب باصبع فقط ، بل ستصلون الى قمم النخيل في ثوان!!

ويبدو أن طقس بلوغ قمم الامكانات الهائلة عبر الشيطان لا يحتاج أكثر من " سيدي " فيه برمجة ستمنحهم كل البركات الشيطانية !! ربما وشم أسود على جلد أصدر أنينا ثم سكت ، ربما قميص غير قابل لأن يتبع الموضة أو الجمال ،  ربما جرح هنا أو بعجة على الوجه هناك ، وينتهي كل شئ ،


يصبح بعدها المراهق خارقا للعادة ، عظيما مباركا، هكذا يتحول الغض القابل للتعب وللايذاء النفسي الى شعلة خالدة ، الهو المبارك الأبعد من البعيد والأطول من الطويل والأشد اذهالا من المذهل !!

و اذا فقد توصلنا في جلستنا النسائية المكركرة تلك أن المراهقين يعبدون الشيطان لأنهم يريدون نوعا جديدا من العظمة والاحتفاء ، يريدون خلودا من نوع جديد و سريع ومباشر ، حيث يمكنهم أن يكونوا خارقين وغير محصورين بالفيزياء التي نصر على تعليمها لهم كحقيقة واقعية.

بالنسبة لهم - المراهقين - لا زال ممكنا أن يكونوا قادرين على التحرر من لعنة الكبار اذا ، ولو بقربان وشم وجرح.

بالنسبة لنا نحن الكبار الذين انتهينا من كل هذا ، كنا نضحك بسخرية.

ولعلنا كنا نشرب قهوة مرة مع الرطب حينها .........على شرف مفارقة ساخرة.





الاثنين، سبتمبر 12، 2011

أفكار محلقة




من رسالة الخير والشر ، من قلب حدقتا طفل مشدوه بالابهار ......
من رسالة المقاتل الصنديد والأخ العطوف الحنون ، وقلب الطفل المبحر في الخيال....


من رسالة وجع وقف على ناصية فرح ما ...ولم يصل ،،،




كانت الشاشات تحملنا الى الوهج ، وكنا نطيل الدهشة أمام الألوان ، أمام قوس قزح لم نعانق من قبل ، أمام عوالم من مروج خضراء لم نر مثلها ، أمام ياقات و قبعات ودفء ، أمام نكهة ثلوج لم نذق...




وكانت الشاشات تحمل لنا الرسالة ، وكنا نطيع فننحني ، كان انحنائنا لا مرئيا ، ننحني ، نصدق ، نفتح قلوبنا على اتساعاتها : نعم هناك خير ..نعم هناك شر ..
والبطل الأسطوري الطيب المغامر ذو القلب الرحيم ، البطل الذي سنشبهه ذات يوم : ينتصر دائما على مسافة من اذهال دائم..مسافة تفي بالخلود لمنتصر ..كيما يبقى معلقا بين فرح انتصاره وتحقق قيمه.


الأطفال ذلك العالم الذي يفتح كل الأبواب ، ويمتص كل شئ ..
الأطفال تلك العقول التي أول ما تنعتق تنعتق على ثقافة العالم المحدد والمرسوم سلفا ..العوالم التي تفترض بكل شئ أن يكون قابلا للتصنيف.


بالله عليكم ..هل كبرنا واكتشفنا بعد كل انحناءات الطفولة و تيهها ..أن :


أن هناك ما ليس قابل للتصنيف ولا لليقين.........


هل أدركنا بعد انكسار الابهار والصورة : ما هو أشد عمقا وأكثر ضحالة من كل الافكار/ الكائنات ...
هل أدركنا أن الكون غير قابل للاختزال في فكرة .



١٤أكتوبر 2006





بحث هذه المدونة الإلكترونية