الجمعة، فبراير 08، 2013

في البيت أخيرا



كانت دوما لدي نظرية ..لم تقبل حقا القسمة على أكثر من واحد أبدا ...وهذا الواحد هو أنا  ..وبذلك افتقدت آراء الآخرين أي سلطة علي فعليا ....كنت أسمع آراء الآخرين لكني أسمعها فقط كما أستمع الى كاسيت موسيقى...لم تغير آراء الآخرين رحلة حياتي ..لم تغير قراراتي..لم أفعل مطلقا يوما ما أراده الآخرون ..وان اختياري للتربية بناءا على آراء غيري  كان الغلطة الحقيقية الوحيدة في حياتي وقد ظهر أنها كانت الأسوأ....لقد كرهت حقا الفتاة التي أقنعتني بأن التربية هي خيار الفتيات الأفضل..اليوم أتمنى لو أني لم ألتقها يوما...

منذ ارتكبت أكبر خطيئة لي في حق نفسي ...يومها.

توقفت بالمطلق عن الانتباه للآخين باعتبارهم موجودين حقا لقيادتي....لقد قدت نفسي وحسب طوال هذه المسيرة.

ان رحلتي في كتابة الأدب بدأت منذ كنت طفلة أشب بين الورد ، لقد زرع لنا أبي وردا كثيرا في البيت ، فنشأت بين الورد والورد....نشأت بين حقل وزرع وخضرة ..وحيثما شرد نظري تلقفتني شجرة البيذام وطوقني عطر زهر الليمون...

هكذا شببت لأصير شخصا مستقلا معتدا ...اعتبرني الأغلب من الناس مغرورة..وقد كنت أفهمهم وقد تقبلت الأمر ... لكني رغم ذلك كنت أراه اعتداد بذات تصر على أن تكون رغم ارادة الآخر ... لم أستطع ذبح ارادتي لأصير " نسخة"....

هذا أيضا كان قراري الأدبي...

لم يمكنني مطلقا كتابة اي شئ...لأن الآخرون يفهمونه وحسب.

لم أستطع كتابة ما يحبه الآخرون كذلك.

ولم أستطع فعل ما فعله الكثيرون حين صاروا صوت الناس المعذبين والمهموين ...كنت أرى في حياتي شيئا أكبر من أصير صورة مجددا لارادة غيري...كلا...ليس هذا ما أريده..لا أريد أن أصير صدى...

أريد أن أكون.....

كنت أكتب بروحي...بتطلعي العميق الى الحياة ...كنت ولا زلت أرى نفسي ذات العين التي ترقب العالم من فوق ...من فوق شجرة الزيتون ...ومن بين أوراق الزهر.

أفهم اليوم ...أفهم اليوم وحسب لم ظللت أرفض أن أكتب في زمن الخسارة ....

ان زمن الخسارة كان هو الزمن الذي كنت فعليا أمشي بارادتي وتلفني الحيرة فيما افعل : هل هو صحيح !! هل أنا على حق !! هل هذا هو ما يفترض أن يكون !!

نعم ...توقفت عن الكتابة ..حين كنت أخسر.

وحالما بدأت بالكسب...عدت الى الكتابة.


لا يمكن لانسان أن يكتب ب" اخلاص " حقا...الا حينما يستعيد نفسه.

ربما حين أتحدث عن السيد الذي يعود الى بيته ...فأنه ولا بد أول ما كتبت بعد العودة الى نفسي...حيث لم أعد حائرة حول اذا ما كان ما أفعله صحيح أم لا...هل هو واجب أم لا...

أنا أعلم اليوم ...

أنه صحيح حتما.

لانه اختياري.....

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية