الثلاثاء، ديسمبر 27، 2011

بين التعري والحميمية ج 2


يظهر لنا في هذه المقارب الفنية الأدبية للجنس ، اصطدامه بمفهوم : الحب ...

الحب :كأحد المواضيع الأكثر أهمية في الأدب والفن ، والأكثر حساسية والأكثر جدلا.

في رواية : " الوحش في الانسان " للروائي اميل زولا.

هذه الرواية الصاخبة المتعبة  : تقوم بفعل تعرية تام للوجود الانساني .

ويظهر فيها قوة وأثر الغريزة على الانسان.

الا أن القارئ للرواية حتما ولا بد سيصطدم بمفهوم " الحب "

ذلك أن هذا المفهوم هو أحد أكثر المفاهيم مقاربة في الأعمال الأدبية ، والسؤال الذي سيتبادر الى ذهن القارئ : أممم حسنا حسنا ماذا عن الحب اذا !!!

ذلك أن الحب يتعدى الغريزة ليصبح مفهوما حضاريا ...

فالحب انتقال للجسد الى منطقة الثقافة...ذلك ان الحب يفترض الكثير من المفاهيم الثقافية اللاحقة والتي تتبعه كعربة يجرها حصان.

فالحب بفترض مثلا التالي :

اللامنطقية

التضحية

الشغف

الانشغال

الحزن / الفرح

الاستمرار / الموت

التعلق

وغيره الكثير من المفاهيم الثقافية غير الغريزية ..

وبالتالي فان هذه المقاربة لما هو مسكوت عنه، يجب أن تأخذ في الحسبان الجانب الثقافي للمفاهيم المتعلقة بالجسد.

هذه المفاهيم الثقافية هي ما تشكل بعضا من رغبة البشر في أن تبقى المنطقة الخاصة بالجسد ضبابية ومسكوتا عنها.

ويبدولي الى حد ما أن البشر لا يرغبون فعليا في التعري..لأن التعري ينقلهم الى مرحلة ما قبل الحضارة.

وهم يرغبون في الحضارة.

البشر يرغبون بضبابية الحب وجنون وتوله الحيرة..

هم يرغبون بالسكوت عن مشاعرهم كي : تدوم أثرا.

هم لا يرغبون بعرض الجسد كسلعة في متجر...

هم يريدونه محاطا من هالة قدسية ، شئ من اللا - طبيعي - واللا مقارب -

هم يريدون للجسد أن يظل جميلا...

والجمال :

يفترض أن يبقى مسكوتا عنه.

غير مشرح ولا مفهوم.

ومغطى بألف غطاء.




ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية