الثلاثاء، ديسمبر 27، 2011

بين التعري والحميمية ج1

بدءا ، لنبدأ جلستنا الحلوة بتذكر أبيات يزيد بن معاوية :


اغار عليها من ابيـــــــها وأمـــــــــــــها .. ومن خطوة المسواك ان دار في الفم

اغار على اعطافــــــها من ثيابــــــــها .. اذا لبسـتها فـوق جسـم مــــــــــــــنعم

واحسد اقداح تقـــــــبل ثغرهـــــــــــــــا .. اذا وضعتها موضع اللثم في الــــــفم

خذوا بدمي منها فـــــــاني قتيلــــــــــها .. ولا مقصدي الا تجـود وتنـــــــــــعمي

ولاتقتلوها ان ظفـــــــرتم بقتــــــــــلها .. ولكن سلوها كيف حل لها دمــــــــــي


منذ بدء الخليقة والبشر يكتبون الشعر - يعني ما من بدايتها فعليا اذا أردنا الدقة لكن من زمن طويل جدا جدا -

منذ بدء الخليقة والبشر يحبون التعبير عن عواطفهم وعن ما يشعرون به ، والأدب بشكله الشعري والروائي والقصصي هو أفضل ما يقوم بهذه المهمة ، أحيانا يشاركه في حرب التفجير الشعواء : الموسيقى ، وأحيانا : المسرح ، وأحيانا : الرسم والتشكيل.

وأحيانا تنضم العصابة لبعضها فيكون التأثيرا كارثيا ...وتختمها السينما ليقول الناس : حسبي الله ونعم الوكيل :ضحك:

فعادة يخرج الناس من السينما اما وقد أغرقوا أرضية السينما بالدموع وأرهقهم التنشج ، واما أن يرهقهم : التشنج ....

الغضب ، الانفعال ، التعاطف وغيرها هو ما يخلفه الأدب بشكل خاص والفنون بشكل عام...

قضيتنا اليوم هي :

يكثر في الأدب والأعمال السينمائية خاصة : الولوج الى منطقة الخطر.

فما هو ممنوع عرفا وفكرا : كالجنس والدين والسياسة ...التابووووووز الثلاثة الحلوة.

يمكن مقاربته من خلال الأدب والسينما.

ويميل كثير من الأدباء والمفكرين الى اعتبار أن هناك وظيفة أساسية للعمل الأدبي والسينمائي وهو أن يكون لها : قدرة التعبير عن المسكوت عنه !

في مقاربة الأدب والسينما لقضية الجنس هناك ميل حقيقي في كثير من الأعمال للتعري التام وازالة ورقة التوت من على وجود الانسان ....ورميه الى مناطق ملغومة لغويا أو بصريا ، من خلال التعرض للجسد بأنه أحد المحرمات التي ينبغي تفكيكها.

ولكن .....

ما يمكن ملاحظته فعليا هو أن المنطق الأدبي والسينمائي ليس هو المنطق الواقعي للبشر.

فالبشر لا يميلون للعري حتى وان سمح لهم بذلك !!

فهل هو أحد المسكوت عنه : قهرا ..
بالنسبة للبشر.

أم أنه من المسكوت عنه : جمالا...
بالنسبة للبشر.

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية